بحـث
سحابة الكلمات الدلالية
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
: قصة رحلة الإسراء والمعراج الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
منتــــــــــــــــــــديات عالمــــــــــــك الخـــــــــــــاص :: المنـــــــــــتدى الديــــنى :: معلومـــــــــــــــــــــــــــات دينيــــــــــه
صفحة 1 من اصل 1
: قصة رحلة الإسراء والمعراج الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
قال تعالى:"سبحان الذى أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى"
جاءت رحلة الإسراء والمعراج في خِضَمِّ أحداث اشتد وقعها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد كان لهذه الرحلة مقدمات كثيرة كانت بمثابة تهيئة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ليقبل على هذه الرحلة مستشعرًا حاجته وحاجة الأمة كلها لها، كما كانت لهذه الرحلة مغازٍ ومقاصد أراد الله عز وجل أن تصل إلى نبينا الكريم وإلى عقولنا وقلوبنا جميعا لندركها، ونتبعها، ونسير على هداها.
حماية داخلية وحماية خارجية
كان محمد صلى الله عليه وسلم في حاجة إلى أن يُحمَى حمايتين ماديتين قيضهما له الله عز وجل: حماية خارجية وحماية داخلية، أما الحماية الخارجية فتمثلت في عمه أبي طالب، الذي كان يحميه من أذى المشركين، وكان عدم إسلام أبي طالب سببًا لمجاملة الكفار له، وقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلته يحميه.
أما الحماية الداخلية في ساعة راحته وسكونه وهدوئه في البيت، فتمثلت في السيدة خديجة رضي الله عنها، فكانت السكن الذي يلجأ إليه رسول الله في البيت، فتمسح بيد الحنان وبيد العطف وبيد الرعاية على متاعبه من حركة الحياة التي يحياها.
وبذلك هيأ المولى عز وجل لحماية النبي صلى الله عليه وسلم ولنصرته ولمؤازرته مصدرًا إيمانيًّا في البيت، ومصدرًا غير إيماني في الخارج، فحين يكونان هذان المصدران بجوار رسول الله صلى الله عليه وسلم تكون حياته في الخارج مكفولة الحماية بسبب عمه، وفي الداخل مكفولة الأمن والاطمئنان والاستقرار والهدوء بواسطة زوجه الحنون.
ولكن الله عز وجل شاء أن تموت زوجه خديجة في نفس العام الذي يموت فيه عمه أبو طالب، العام العاشر من بعثته صلى الله عليه وسلم، وهنا يفقد رسول الله صلى الله عليه وسلم السكن الذي كان يأوي إلى حنانه وعطفه، كما فقد الحماية الخارجية.
البحث عن آفاق جديدة
مع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلم تمامًا أن الله عز وجل لا يسلمه ولا يتخلى عنه، إلا أنه مع ذلك أخذ يُعمِل فكره وبصيرته، ويخطط لينطلق بالدعوة بالأسباب التي يقدر عليها، فما كان منه في هذا الجو الخانق بمكة إلا أن يلتمس منطلقًا للدعوة لعله يجد نصيرًا خارجيًّا، فقام برحلته إلى الطائف.
وتبعد الطائف عن مكـة نحو ستين ميلاً، قطعها النبي صلى الله عليه وسلم ماشيًا على قدميه، جيئة وذهابًا، ومعه مولاه زيد بن حارثة، وكان كلما مر على قبيلة في الطريق دعاهم إلى الإسلام، فلم تستجب إليه واحدة منها.
وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أهل الطائف عشرة أيام، لا يدَع أحدًا من أشرافهم ورؤسائهم إلا جاءه وكلَّمه فرفضوا جميعًا دعوته، واستهزءوا به صلى الله عليه وسلم.
أحزان فوق أحزان
لم يكتف أهل الطائف برفض دعوة النبي صلى الله عليه وسلم وطرده من بلادهم، بل أغروا به سفهاءهم، فلما أراد الخروج تبعه السفهاء والعبيد يسبُّونه ويصيحون به، حتى اجتمع عليه الناس فوقفوا له صفين، وجعلوا يرمونه بالحجارة، وبكلمات سفيهة، ورجموا قدميه الشريفتين بالحجارة، حتى اختضب نعلاه بالدماء، وكان زيد بن حارثة يقيه بنفسه حتى أصابه جرح كبير في رأسه.
ضراعة ما بعدها ضراعة
ذهب صلى الله عليه وسلم إلى الطائف معتقدًا أنه سيجد النصير، ولكنه وجد خلاف ما اعتقد، فوقف موقفه الضارع إلى الله سبحانه وتعالى بعد أن فقد أسباب البشر، وتوجه إلى الله عز وجل قائلاً: "اللَّهُمَّ إليْكَ أشْكُو ضَعْفَ قُوَّتِي، وقِلَّةَ حِيلَتِي، وهَوَانِي عَلَى النَّاسِ، أنتَ أرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، أنتَ رَبُّ المسْتَضْعَفِينَ، وأنْتَ رَبِّي، إلَى مَنْ تَكِلُنِي؟، إلَى بَعِيدٍ يَتَجَهَّمُنِي، أمْ إلَى عَدُوٍّ مَلَّكْتَهُ أمْرِي، إنْ لَمْ يَكُنْ بِكَ غَضَبٌ عَليَّ فَلا أُبَالي، غَيْرَ أنَّ عَافِيَتَكَ هِيَ أوْسَعُ لي، أعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الذِي أشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمَاتُ، وَصَلُحَ عَلَيْهِ أِمْرُ الدُّنيَا والآخِرَةِ، أنْ يَحِلَّ عَليَّ غَضَبُكَ، أو أَنْ يَنْزِلَ بِي سَخَطُكَ، لَكَ العُتْبَى حَتَّى تَرْضَى، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلا بِكَ". [رواه الطبراني، وحسنه السيوطي، وضعفه الألباني].
دعاء فيه كل مقومات الإيمان واليقين، ودعاء يعني أنه صلى الله عليه وسلم قد استنفد الأسباب، وأنه لم يجد إلا عدوًّا وإلا بعيدًا، فلا بد إذن أن تتدخل السماء.
الله يسمع ويجيب
سمع الله عز وجل ضراعة رسوله، فأراد أن يثبت فؤاده، ويبين له أن جفاء الأرض له لا يعني أن السماء قد تخلت عنه، وأنه سبحانه وتعالى سيعوضه عن جفاء الأرض بحفاوة السماء، وعن جفاء عالم الناس بعالم الملأ الأعلى، فيريه من آياته، ومن قدرته، ومن أسراره في كونه، ما يعطيه طاقة وشحنة إيمانية، تزيد يقينه بأن الله عز وجل الذي أراه هذا كله قادر على نصرته، وأنه لن يتخلى عنه، ولكن الله تركه للأسباب أولاً ليجتهد فيها، حتى يكون صلى الله عليه وسلم أسوة لأمته في عدم ترك الأسباب مع رفع أيديها إلى السماء، وكانت هذه الرحلة المباركة.
أقدس مكان لأعظم فريضة
ولعل من دواعي هذه الرحلة المباركة أنَّه لم يكن هناك مكان أجَلُّ وأقْدَس من سدرة المنتهى، وبالقرب من عرش الرحمن عز وجل، ليفرض الله سبحانه وتعالى على المسلمين فيه هذه الفريضة العظمى؛ ليغرس في نفوس المسلمين مكانة الصلاة وأهميتها، وكونها معراجًا لكل المسلمين، يعرجون فيه خمس مرات في اليوم إلى ربهم عز وجل، كما عرج إليه نبيهم صلى الله عليه وسلم من قبل.
الربط بين العقائد والمقدسات
إن تقدير الله عز وجل لأن تكون رحلة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، لا يخلو من حكمة عظيمة وإشارة بليغة، فهذا المسار المخطط من قبل الله عز وجل قد ربط بين عقائد التوحيد الكبرى من لدُن إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام- إلى محمد خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، كما يربط بين الأماكن المقدسة لديانات التوحيد جميعًا، وكأنما أريد بهذه الرحلة الكبرى إعلان وراثة الرسول الأخير لمقدسات الرسل قبله، واشتمال رسالته على هذه المقدسات، واحتضانها لها، وحمايتها لها، وارتباط هذه الرسالة بتلك الأماكن جميعًا، فتصبح هذه الأماكن جزءًا لا يتجزأ من الرسالة الخاتمة، ولا يحق لأحد أن ينكر على أصحاب هذه الرسالة اهتمامهم بتلك الأماكن، والمطالبة بحقهم فيها، والدفاع عنها ضد أي اعتداء
اختبار وتنقية للصف المؤمن
لم تَخْلُ هذه الرحلة أيضًا من مغزًى آخر، وهو أن الله عز وجل أراد أن يبلوَ ويختبر المؤمنين مع النبي صلى الله عليه وسلم، فيرى مدى صدق إيمانهم، ومدى ثبات عقيدتهم، عندما يسمعون من النبي صلى الله عليه وسلم أخبار هذه الرحلة التي لا يتصورها عقل في هذه الحقبة من الزمن، هل سيثبتون على تصديقه صلى الله عليه وسلم، أم ستتخلخل عقيدتهم، وينهار إيمانهم.
ولذا لم يسمع النبي صلى الله عليه وسلم لتخوُّف أم هانئ -رضي الله عنها- من تكذيب القوم له بسبب غرابة الواقعة، ولم يدفعه ذلك لكتمان أمر هذه الرحلة، فإن ثقة الرسول صلى الله عليه وسلم بالحق الذي جاء به، والحق الذي وقع له، جعلته يصارح القوم بما رأى، كائنًا ما كان رأيهم فيه.
وقد بادر كثير من المؤمنين بتصديق النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخبر، واهتزت قلوب بعض منهم، فارتدوا عن الإسلام بالفعل، واتخذها بعضهم مادة للسخرية والتشكيك، ولكن هذا كله لم يكن ليُقعِدَ الرسول صلى الله عليه وسلم عن الجهر بالحق الذي آمن به، وفي هذا مثل لأصحاب الدعوة أن يجهروا بالحق، ولا يخشون وقعه في نفوس الناس، ولا يتحسسون مواضع الرضا والاستحسان عند هؤلاء الناس، إذا تعارضت مع كلمة الحق.
جاءت رحلة الإسراء والمعراج في خِضَمِّ أحداث اشتد وقعها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد كان لهذه الرحلة مقدمات كثيرة كانت بمثابة تهيئة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ليقبل على هذه الرحلة مستشعرًا حاجته وحاجة الأمة كلها لها، كما كانت لهذه الرحلة مغازٍ ومقاصد أراد الله عز وجل أن تصل إلى نبينا الكريم وإلى عقولنا وقلوبنا جميعا لندركها، ونتبعها، ونسير على هداها.
حماية داخلية وحماية خارجية
كان محمد صلى الله عليه وسلم في حاجة إلى أن يُحمَى حمايتين ماديتين قيضهما له الله عز وجل: حماية خارجية وحماية داخلية، أما الحماية الخارجية فتمثلت في عمه أبي طالب، الذي كان يحميه من أذى المشركين، وكان عدم إسلام أبي طالب سببًا لمجاملة الكفار له، وقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلته يحميه.
أما الحماية الداخلية في ساعة راحته وسكونه وهدوئه في البيت، فتمثلت في السيدة خديجة رضي الله عنها، فكانت السكن الذي يلجأ إليه رسول الله في البيت، فتمسح بيد الحنان وبيد العطف وبيد الرعاية على متاعبه من حركة الحياة التي يحياها.
وبذلك هيأ المولى عز وجل لحماية النبي صلى الله عليه وسلم ولنصرته ولمؤازرته مصدرًا إيمانيًّا في البيت، ومصدرًا غير إيماني في الخارج، فحين يكونان هذان المصدران بجوار رسول الله صلى الله عليه وسلم تكون حياته في الخارج مكفولة الحماية بسبب عمه، وفي الداخل مكفولة الأمن والاطمئنان والاستقرار والهدوء بواسطة زوجه الحنون.
ولكن الله عز وجل شاء أن تموت زوجه خديجة في نفس العام الذي يموت فيه عمه أبو طالب، العام العاشر من بعثته صلى الله عليه وسلم، وهنا يفقد رسول الله صلى الله عليه وسلم السكن الذي كان يأوي إلى حنانه وعطفه، كما فقد الحماية الخارجية.
البحث عن آفاق جديدة
مع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلم تمامًا أن الله عز وجل لا يسلمه ولا يتخلى عنه، إلا أنه مع ذلك أخذ يُعمِل فكره وبصيرته، ويخطط لينطلق بالدعوة بالأسباب التي يقدر عليها، فما كان منه في هذا الجو الخانق بمكة إلا أن يلتمس منطلقًا للدعوة لعله يجد نصيرًا خارجيًّا، فقام برحلته إلى الطائف.
وتبعد الطائف عن مكـة نحو ستين ميلاً، قطعها النبي صلى الله عليه وسلم ماشيًا على قدميه، جيئة وذهابًا، ومعه مولاه زيد بن حارثة، وكان كلما مر على قبيلة في الطريق دعاهم إلى الإسلام، فلم تستجب إليه واحدة منها.
وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أهل الطائف عشرة أيام، لا يدَع أحدًا من أشرافهم ورؤسائهم إلا جاءه وكلَّمه فرفضوا جميعًا دعوته، واستهزءوا به صلى الله عليه وسلم.
أحزان فوق أحزان
لم يكتف أهل الطائف برفض دعوة النبي صلى الله عليه وسلم وطرده من بلادهم، بل أغروا به سفهاءهم، فلما أراد الخروج تبعه السفهاء والعبيد يسبُّونه ويصيحون به، حتى اجتمع عليه الناس فوقفوا له صفين، وجعلوا يرمونه بالحجارة، وبكلمات سفيهة، ورجموا قدميه الشريفتين بالحجارة، حتى اختضب نعلاه بالدماء، وكان زيد بن حارثة يقيه بنفسه حتى أصابه جرح كبير في رأسه.
ضراعة ما بعدها ضراعة
ذهب صلى الله عليه وسلم إلى الطائف معتقدًا أنه سيجد النصير، ولكنه وجد خلاف ما اعتقد، فوقف موقفه الضارع إلى الله سبحانه وتعالى بعد أن فقد أسباب البشر، وتوجه إلى الله عز وجل قائلاً: "اللَّهُمَّ إليْكَ أشْكُو ضَعْفَ قُوَّتِي، وقِلَّةَ حِيلَتِي، وهَوَانِي عَلَى النَّاسِ، أنتَ أرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، أنتَ رَبُّ المسْتَضْعَفِينَ، وأنْتَ رَبِّي، إلَى مَنْ تَكِلُنِي؟، إلَى بَعِيدٍ يَتَجَهَّمُنِي، أمْ إلَى عَدُوٍّ مَلَّكْتَهُ أمْرِي، إنْ لَمْ يَكُنْ بِكَ غَضَبٌ عَليَّ فَلا أُبَالي، غَيْرَ أنَّ عَافِيَتَكَ هِيَ أوْسَعُ لي، أعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الذِي أشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمَاتُ، وَصَلُحَ عَلَيْهِ أِمْرُ الدُّنيَا والآخِرَةِ، أنْ يَحِلَّ عَليَّ غَضَبُكَ، أو أَنْ يَنْزِلَ بِي سَخَطُكَ، لَكَ العُتْبَى حَتَّى تَرْضَى، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلا بِكَ". [رواه الطبراني، وحسنه السيوطي، وضعفه الألباني].
دعاء فيه كل مقومات الإيمان واليقين، ودعاء يعني أنه صلى الله عليه وسلم قد استنفد الأسباب، وأنه لم يجد إلا عدوًّا وإلا بعيدًا، فلا بد إذن أن تتدخل السماء.
الله يسمع ويجيب
سمع الله عز وجل ضراعة رسوله، فأراد أن يثبت فؤاده، ويبين له أن جفاء الأرض له لا يعني أن السماء قد تخلت عنه، وأنه سبحانه وتعالى سيعوضه عن جفاء الأرض بحفاوة السماء، وعن جفاء عالم الناس بعالم الملأ الأعلى، فيريه من آياته، ومن قدرته، ومن أسراره في كونه، ما يعطيه طاقة وشحنة إيمانية، تزيد يقينه بأن الله عز وجل الذي أراه هذا كله قادر على نصرته، وأنه لن يتخلى عنه، ولكن الله تركه للأسباب أولاً ليجتهد فيها، حتى يكون صلى الله عليه وسلم أسوة لأمته في عدم ترك الأسباب مع رفع أيديها إلى السماء، وكانت هذه الرحلة المباركة.
أقدس مكان لأعظم فريضة
ولعل من دواعي هذه الرحلة المباركة أنَّه لم يكن هناك مكان أجَلُّ وأقْدَس من سدرة المنتهى، وبالقرب من عرش الرحمن عز وجل، ليفرض الله سبحانه وتعالى على المسلمين فيه هذه الفريضة العظمى؛ ليغرس في نفوس المسلمين مكانة الصلاة وأهميتها، وكونها معراجًا لكل المسلمين، يعرجون فيه خمس مرات في اليوم إلى ربهم عز وجل، كما عرج إليه نبيهم صلى الله عليه وسلم من قبل.
الربط بين العقائد والمقدسات
إن تقدير الله عز وجل لأن تكون رحلة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، لا يخلو من حكمة عظيمة وإشارة بليغة، فهذا المسار المخطط من قبل الله عز وجل قد ربط بين عقائد التوحيد الكبرى من لدُن إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام- إلى محمد خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، كما يربط بين الأماكن المقدسة لديانات التوحيد جميعًا، وكأنما أريد بهذه الرحلة الكبرى إعلان وراثة الرسول الأخير لمقدسات الرسل قبله، واشتمال رسالته على هذه المقدسات، واحتضانها لها، وحمايتها لها، وارتباط هذه الرسالة بتلك الأماكن جميعًا، فتصبح هذه الأماكن جزءًا لا يتجزأ من الرسالة الخاتمة، ولا يحق لأحد أن ينكر على أصحاب هذه الرسالة اهتمامهم بتلك الأماكن، والمطالبة بحقهم فيها، والدفاع عنها ضد أي اعتداء
اختبار وتنقية للصف المؤمن
لم تَخْلُ هذه الرحلة أيضًا من مغزًى آخر، وهو أن الله عز وجل أراد أن يبلوَ ويختبر المؤمنين مع النبي صلى الله عليه وسلم، فيرى مدى صدق إيمانهم، ومدى ثبات عقيدتهم، عندما يسمعون من النبي صلى الله عليه وسلم أخبار هذه الرحلة التي لا يتصورها عقل في هذه الحقبة من الزمن، هل سيثبتون على تصديقه صلى الله عليه وسلم، أم ستتخلخل عقيدتهم، وينهار إيمانهم.
ولذا لم يسمع النبي صلى الله عليه وسلم لتخوُّف أم هانئ -رضي الله عنها- من تكذيب القوم له بسبب غرابة الواقعة، ولم يدفعه ذلك لكتمان أمر هذه الرحلة، فإن ثقة الرسول صلى الله عليه وسلم بالحق الذي جاء به، والحق الذي وقع له، جعلته يصارح القوم بما رأى، كائنًا ما كان رأيهم فيه.
وقد بادر كثير من المؤمنين بتصديق النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخبر، واهتزت قلوب بعض منهم، فارتدوا عن الإسلام بالفعل، واتخذها بعضهم مادة للسخرية والتشكيك، ولكن هذا كله لم يكن ليُقعِدَ الرسول صلى الله عليه وسلم عن الجهر بالحق الذي آمن به، وفي هذا مثل لأصحاب الدعوة أن يجهروا بالحق، ولا يخشون وقعه في نفوس الناس، ولا يتحسسون مواضع الرضا والاستحسان عند هؤلاء الناس، إذا تعارضت مع كلمة الحق.
modewi- عدد المساهمات : 69
تاريخ التسجيل : 26/01/2012
العمر : 34
مواضيع مماثلة
» احاديث الرسول صلى الله علية وسلم
» احاديث الرسول صلى الله علية وسلم
» من اقوال الرسول
» السبعه الذي يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إظله
» احاديث الرسول صلى الله علية وسلم
» من اقوال الرسول
» السبعه الذي يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إظله
منتــــــــــــــــــــديات عالمــــــــــــك الخـــــــــــــاص :: المنـــــــــــتدى الديــــنى :: معلومـــــــــــــــــــــــــــات دينيــــــــــه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس أبريل 26, 2012 7:06 pm من طرف ROMEO
» الاطعمة التي تسبب الكسل والوخم للطفل
الأحد مارس 18, 2012 4:22 pm من طرف ROMEO
» مراحل التواصل مع الطفل منذ الولادة وحتى عمر سنتين.. الجزء الأول
الأحد مارس 18, 2012 3:52 pm من طرف ROMEO
» مراحل التواصل مع الطفل منذ الولادة وحتى عمر سنتين.. الجزءالثانى
الأحد مارس 18, 2012 3:36 pm من طرف ROMEO
» اضافة السكر للدواء له فوائد
الأحد مارس 18, 2012 3:19 pm من طرف ROMEO
» التوحد عند الأطفال... ما هو؟ ... وما هى أعراضه؟
الأحد مارس 18, 2012 3:07 pm من طرف ROMEO
» وصفات بروتين للأطفال
الأحد مارس 18, 2012 3:01 pm من طرف ROMEO
» أسرار الماء في العلاج
الأحد مارس 18, 2012 2:46 pm من طرف ROMEO
» الاستخدامات العلاجية للشوكولاتة والكاكو
الأحد مارس 18, 2012 2:41 pm من طرف ROMEO