أولا يجب أن نصحح أمراً وهو أن معدل النوم الطبيعي لايشترط أن يكون ثمان ساعات فهناك من ينام ساعتين ويشعر بأنه أخد كفايته من النوم،والعكس فربما تنام أكثر من عشر ساعات وتشعر بأنها لم تكفيك.
كما أن معدل النوم الطبيعي يختلف من مرحلة عمرية لأخرى فمثلا الطفل الرضيع يحتاج إلي ثماني عشرة ساعة يوميا بينما في مرحلة المراهقين يكون المعدل الطبيعي من 6 الى 8 ساعات وعندما يصل الجنسين إلى منصف أو أواخر الخمسينات ينخفض عدد الساعات إلى أقل من ست ساعات.

هناك إختلاف في طبيعة النوم بإختلاف المرحلة العمرية فمثلا الرضيع تكون 50%من ساعات نومه يحظى فيها بالنوم العميق بينما مرحلة الشيخوخة قد لايصل لمرحلة النوم العميق إطلاقاً وهذا لا يعد أرق بل هو عرض طبيعي بالنسبة لهذة المرحلة العمرية.

وبهذا فإن الحكم هنا هو إحساس الإنسان فإذا شعرت بأنك نشيط فإنك تكون قد أخدت كفايتك من النوم،فقد تقل ساعات النوم التي تحتاج لها في حالات الراحة والسعادة والاستقرار بينما قد تحتاج لساعات اطول من معدل نومك اليومي إذا كنت تعاني مرضاً أو حزناً.

كما أن هناك أعتقاد شائع بأن النوم أساسي للصحة العقلية وأن الحرمان من النوم يسبب مشاكل قد تؤدي إلى الانهيار واللوثة العلقية وهذا غير صحيح بالمرة فقد أثبت الباحثين أن الغرض من النوم هو التخلص من شعور النعاس وأن الحرمان من النوم يزيد الشعور بالنعاس فقط.

ظن الكثير من الباحثين لوقت طويل أن الدماغ أثناء النوم يتوقف عن أداء وظائفه لذلك يشعر الانسان بالاسترخاء ولكن تبين مع الابحاث أن أكثر حالات النوبات الدماغية والربو وجلطات القلب وأمراض القرحة تحدث أثناء النوم.

كان من الشائع لوقت قريب أن مرض الأرق يكون فقط نتيجة لحالة نفسية يمر بها الأنسان،وكان علاج الأرق يقتصر على تدريبات الاسترخاء والأقراص المنومة،ولكن اليوم أصبح مرض الأرق له أكثر من باب فمثلا هناك أشخاص يشتكون من الأرق وعند مراقبتهم يكتشف الباحث بأنه أقضى ليلة هنيئة من النوم وعندما يستيقظ فإنه يعاود الشكوى بعدم قدرته على النوم...وهذا يسمى الأرق الكاذب.

أقراص النوم لا تشفي من الأرق بل أنها تسبب الأرق لانها تشعر فقط بالراحة المؤقتة كما أن كثيرا من الحبوب التي تباع على إنها أقراص منومة تكون في الغالب عقاقير تحتوي على مضادات الهمستامين والتي تستخدم في علاج الحساسية ويكون من أثارها السلبية الشعور بالنعاس.لذلك فى نسبية ولا تعطي نفس النتيجة لكل من يتناولها.
بعضا منا يتخيل أنه مصاب بالأرق لانه يجلس ساعات على فراشه ولا يإتيه النوم إلا متأخرا ولكن هذا طبيعي فهناك أشخاص يشعرون بالنعاس عندما يأوون إلى الفراش فورا،كما أن هناك أشخاص يكون من طبيعتهم تأخر الأحساس بالنعاس وفي هذه الحاله ينصح هؤلاء بعدم الذهاب للفراش إلا بشعورهم بالنعاس الشديد ويفضل تأخير معاد نومهم عن المعتاد فهذه الشكوي من الأرق تندرج تحت اسم العادة.

أضطراب الساعة البيولوجية للأنسان قد يسبب له الأرق لذلك لابد من الأستجابة للساعة البيولوجية للأنسان فلاتنم إلا وان شعرت بالنعاس ولاتتضغط على نفسك للأستمرار في النوم رغم أنك تشعر بالنشاط والأستيقاظ.

قد يصاب الأصحاء بالأرق دون وجود مشكلة نفسية أو طبية أو بيولوجية ويكون هذا أرق مؤقت مثل وجود ضوضاء بجواره أو أصوات عالية في الشارع وهنا ينصح بإستخدام سدادات الأذن مع عدم التفكير في النوم لأنه كلما فكرت فى النوم وغضبت فإنك لاتستطيع النوم ويفر منك النوم فينصح بالهدوء والسكينة في السرير مع التفكير في أمور سعيدة وذكريات مبهجة.

وهذه مجموعة نصائح كي تستطيع التغلب على الأرق
1- لاتذهب إلى الفراش إلا و أنت تشعر بالنعاس التام.
2-إذا ذهبت للفراش ولم تستطيع النوم فإجلس وأقرأ كتاب لبعض الوقت أو شاهد التلفاز على أن يكون المضمون غير محرضا للخيال والإثارة الشديدة.
3- اضبط المنبة لوقت استيقاظك وفى الصباح تقوم من فراشك فور سماعك صوت المنبة مهما كانت درجة تعبك.
4_لا تحاول التعويض عن ليلة لم تنم فيها بليلة أخرى فتنم أكثر من معدلك الطبيعي فهذا خطأ شاتع لا صحه له.
5- تجنب القهوة والشاى والشوكولاته والتدخين مساءاً.
6- حاول بذل مجهود بدني في الليلة التي تلى ليلة الأرق.
7- الاسترخاء الكامل في السرير وعدم تذكر مشاكل الحياة اليومية بل التفكير في أمور مبهجة وسعيدة وإن كانت أماني وأحلام وعدم الفزع من فكرة هروب النوم لأنها ستساعد أكثر في هروب النوم.

أهم شئ يجب تذكره عندما تصاب بالأرق (أنه إذا فزعت وقلقت فلن تنام وتذكر أنك لايمكن أن تظل صاحاً للأبد.)