الوسواس القهري مرض قديم قد عرفه الأغريق كما وصف أعراضه الطبيب الفرنسي أسكوريل عام 1838 .وهو مرض سلوكي عصبي ويكون لدى صاحبه الرغبة في السيطرة على المحيط الخارجي الذي حوله مع وجود أفكار ووساوس مكررة يرفضها ويحاول التخلص منها ولكنها تأتيه رغما عنه ، كما أن المريض بالوسواس القهري يقوم بعمل أفعال قهرية يظن انها تخفف من توتره وقلقه ولكن هذا التخفيف يكون مؤقتاً فيظل يقوم بتلك الأفعال بطريقة مبالغة فيخسر الكثر من الوقت والجهد وربما تسيبب له الضرر البدني مثل تكرار غسيل مناطق من الجسم أو المبالغة في أستخدام المطهرات والمنظفات والمعطرات وقد يقوم المصاب بالوسواس القهري بغسيل ملابس معينة يظن أنها متسخة فيظل يغسلها حتى يقوم بإتلافها من كثرة الغسيل وقد يصاب الشخص بوسواس في أركان الوضوء فيعيدها أكثر من مرة أو في صحة الصلاة.

أعراض الوسواس القهري
1- الوساوس

هي مجموعة من الأفكار والتخيلات تأتي المريض ويعرف أنها من داخل عقله وهو ويحاول تجاهلها ونسيانها والتخلص منها ولكنها تظل تتردد فى رأسة.

2- الأفعال القهرية

هي أفعال يقوم بها المريض استنجابة لوساوسه وتكون أفعال مجبر على القيام بها وتكرارها بصورة نمطية مثل (تكرار غسيل اليدين -التنظيم والترتيب المبالغ للأشياء واذا تحرك شئ من مكانه يشعر بالتوتر وعدم الراحة -تكرار التأكد من الأشياء لأكثر من مرة ).

أكثر أسباب الإصابة بهذا الأضطراب هو السبب الوارثي فهو أقوي الأسباب ولكن يمكن أن يكون هناك أسباب عضوية والتي تنتج عن حوادث تؤثر على أجزاء المخ مثل الحوادث المرورية أو الضربات الشديدة على الدماغ فتتغير الطبيعة الكيميائية للمخ.كما أن بداية الأصابة بالوسواس القهري تزداد في مرحلة الطفولة والمراهقة.

العلاج
عادة تكون الفترة بين بداية الأصابة بالوسواس القهري وبين طلب العلاج (12 عام)فعادة ينتظر المريض 10 سنوات حتى يطلب العلاج وغالباً ما يكون عمر المريض عند طلب العلاج 34 عام.

هناك طرقيتين للعلاج هما العلاج الدوائي والعلاج النفسي إلا أن الدمج والتواصل بينهما هو أنجح وأقصر الطرق للعلاج:

العلاج الدوائي
*كان الأعتقاد السائد قديماً أن لا يوجد أدوية تعالج الوسواس القهري إلا أن دواء الكلوميبرا (الانفافرانيل) أثبت فعاليته في علاج الوسواس القهري وهو من الأدوية ثلاثية الحلقات المضادة للأكتئاب.
* أهم الأدوية الحديثة هي المعروفة بمثبطات إعادة مادة السيروكسات والتي تستخدم في علاج الأكتئاب أيضاً ولكن الجرعات تكون أكثر في علاج الوسواس القهري.

العلاج النفسي
*أهم طرق العلاج النفسي هي العلاج السلوكي المعرفي بطريقة التعرض ومنع الأستجابة فيتعرض المريض للأشياء التي تثير عنده الوساوس ويطلب منه عدم الاستجابة للأفعال القهرية ومع التكرار سوف يقل توتره ثم يتحول بعد فترة لكي يصبح المريض معالجاً لذاته وهو( العلاج الذاتي) فيقوم بتدرب ذاته على عدم الاستجابة للأفعال القهرية والوساوس التي بداخله.

هذا وينصح دائما بضرورة التزاوج بين الاعلاج النفسي التدريبي والعلاج الدوائي خاصة المثبطة للسيروتونين.مع تحلى المريض بالصبر والثقة وأيضاُ لابد من دعم المحيطين به وبذلك تصبح نسيبة العلاج جيدة ومرتفعة جداً.